احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

بعثرة !




هو أحنُ علي منك ! 
في بعضُ الأحيان " الكثيرة " أشغِلُ وقتي في الجلوس لمشاهدة شريطُ لذكرياتٍ حدثت معي, تمُرُ تلك الذكريات وكأنها مشاهد لم يعتني بها أحد ,ينقصها الكثير من " الدوبلاج " وهندسة الصوت فترتفع الضحكات بها تارة وتعلوها الصيحات في مشاهد آخرى, ويمرُ الشريط على مقاطع تجد الشفاه 
فيها فقط هي التي تتحرك.

لا أعلم .. تلك الأحداث باتت تزعجني وللأسف كل أشرطة " الفيديو " بإمكانك أن تقوم بالنسخ عليها بدلاً مما هو عليها أو حتى تقوم بإتلافها ! إلا هذا الشريط الذي يقطن رأسي !

" أوكي " سأتماشى مع هذا المزعج, لكن إن أهملتهُ يبدأ بمكالمتي " تتذّكر ! يخرب بيتها شو كانت حلوة هذيك الأيام ! يالله شو بدنا نسوي كل شيء نصيب بهالدنيا "
لكن يعجبني أنه يستمتع في تقطيب تلك الجروح الذي يعيد فتحها بعد مدة " هونها يا زلمة بتهون, الدنيا رايحة وبلا هبل " 
لأضحك ساخراً وأقول بنفسي بربك أتركني ,إبتعد عني ماعدُت أحتمل , أليس بإمكانك أن تغادرني , كم أحسدهم من هم فاقدوا العقل.

تمرُ الأيام وأتناسى تلك الأحداث التي كانت جميلة , لتصبح ملفات مكدسة على قلبي يملئُها غبارٌ أسود كلما جار عليها اليوم بعد اليوم , لا ! لا أحد يقترب ليقوم بتنظيفا , فنفظ ذلك الغبار عنها سيجعلني أشعرُ فعلاً بالإختناق .

سيدتي الجميلة ,الرئعة ,الأنيقة , اللبقة . أعلم والله أنكِ رحلت لكن أتعلمي طيفكِ أحن علي منك ,صديقيني ! أعلم أنك الآن وحيدة ولو إمتلئ حذائك بألف شخص ! ما الفائدة وطيفكِ يزورني كل يوم .

هو أحنُ علي منك ,رغم نعتِ له بالمزعج لكن ما زال يكلمني ويضحك معي ويبكي معي . يكلمني كنّا وكنّا وكنّا , وكأنك لم تكوني معنا أنا وهو فقط كان ذلك الوعاء الذي يحتوي هذا الشخص الجميل يحدُ من جماله . تماماً كما يحصل عند تحطم زجاجة عطرٍ ليبقى فتاتها على الأرض وتبقى تلك الرائحة الزكية ملتصقة في أركان القلب .

كنتُ أستمتع فعلاً بوجوده بالجوار ومشاركتي تلك الأحداث الفانية , لكن بعد مدة أيقنت بأنني " أهبل " فكلما يزورني أكرمه , لا أترك شيءٍ من مشاعري إلا وأحدثه بها . وكأنه جاسوس يشعل الحرب في داخلي ويتركني خلفه أصارع تلك الحروب الأهلية في داخلي ,
حتى أنت ! ما عدت أريدك.
لكن وكما ذكرت بأنني " أهبل " فكلما طرق علي الباب أفتح له وأدخله إلي ليُحدِثُ فيها ما يُحدث.

بربك ما المتعة بأن تزرعي ياسمينة على باب قلبي وتذهبي ,كلما مر طيفكِ من أمامها هبت علي نسيمها وأشعلت بي تلك الرئحة مشاعر تتكاتف علي لتقتلني . 
بالفعل بتُ أجهلُ تلك المعاني التي تتمحور حول إعتناق الشيء الى حد الإختاق ,تلك الطرق المؤدية إلى نهاية عشقٍ مسموم .ما عادت المعاني كما هي ! .

أحتاج لولادة جديدة في هذا العالم , لأعيد بدايتي في تَعلُم حروف هذا العصر ,تَعلُم أن الشمعة التي تتمسك بها حتى تنير باقي دربك تذوب يوماً بعد اليوم لتنطفئ وتتركك وسط طريق يثيره الظلام الحالك, بعد أن تحرق أصابعك كلها ,تَعلُم أنك محبوب لا يعني أن كل من سيقابلك سيقدم لك الورود كل يوم ,فربما عدد تلك الطعنات التي ستوجه اليك أكبر من معاني حبك وإخلاصك لهم بنسبتهم.

أحتاجُ لأن أقتلع تلك الأشجار المُسنة ذات " الخراريف " القديمة التي كلما جلست لأرتاح في ظلها لا تنفكُ في إعادة الماضي لحاضري, أحتاجُ لأن أبتاع لنفسي ذاكرة أكبر وأقدف فيها ما أملك من ذكريات لعلها تضيع في وسطها ,أحتاجُ لك أيها القارئ أن تقوم ببعثرة حروفي لعلها تعود تراكيبها بواقعٍ أجمل وذاكرةٍ أفضل وحتى أنا أتبعثر !


حسام الجندي

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق