حرب داخلية ثانية !
هو سحر اللقاء .. في مكان عام وبين هذه الجموع تلتقي العيون, طال الغياب لنلتقي هنا, سامحيني لم أكن أعلم أننا سنلتقي يوماً ودون سابق إنذار, سامحيني لأنني لم أرتدي ذلك القميص الذي تحبينه, وشعث لحيتي ما كنتُ أود أن تريه وحتى
العطر " لم أضع عطراً من أساسه " الذي تحبينه قد نفذ بعد رحيلك ولم أفكر في تجديده.كل هذا دار في مخيلتي حين التقيت عيونك.
وكما تعلمون هنالك لغة للعيون وفي هذه اللحظة يستوقفني منظر لخادمتين من " إندونيسيا " لعائلتين غريبتين, لا يعرفا بعضهما لكن تراهم قدا اطلقا السلام وبدأا الكلام دون اهتمام لما يدور بينهما وبلغة لا يفهمها كل الموجودين ليضحكا تارة وتارة ترى علمات الغضب وعقد الحواجب ربما ربت البيت لا تعجب إحداهما وينتهي المطاف بهما " بلا تشكيلي تـ أبكيلك ", هذا ما دار بين عيوننا في تلك اللحظة وكأن هنالك وابل من القصص التي تريد عيوني أن تحدثها بها .
ها أنا أنتظر أن تنهي عيوننا الحديث, وكم يطول حديث العيون وأنا " متبسمر " في مكاني وتتهاوني المارة بأكتفها وأطفالهم يحولقون حولي لكن كيف لي أن أتحرك بعد هذه الصاعقة حتى أن " أرمش " مستحيل فقد يعتبر شيء عيب في لغة العيون, ما يدرينا نحن بهذه اللغة !؟ إستخدمتها مرات قليلة لتوبيخ الأطفال أو عند النظر لسائق سيارة لا يعجبني ولكن هنا الموقف مغاير تماماً وتجربة لم أتوقعها.
بدأت عيوني ذكر أحداث جميلة ومواقف في قمة " الغباء " ولا غنى عن ذكر الرومنسية, وبدأت تحدثها بأول لقاء وحديثهم ما بعده وعن أسباب نظرات الإعجاب حديث ذكر سابقاً وحديث يذكر لأول مرة " حصرياً " في هذا اللقاء وترى تلك الإنفعالات للعيون وتقلب أجوائها وحركة الجفون وترقرقها عند ذكر معلقات الشوق ومعاناة الغربة وحجم الحاجة لهذه العيون.
أها !! ماذا قلتِ لها ؟! ولماذا تحركت عيونها بسرعة للخلف تركت خلفها الدموع !
أعلنتُ حالة الطوارئ وعقدت إجتماعٍ داخلي وعرضتُ عليهم مشكلتي وطلبتُ حلاً عاجلا !
فأشار العقل علي بأن لا أهتم وبدأ يعطيني درساً بالتاريخ ويعرض علي مجريات أحداث حدثت يحتفظ بها كحربِ الداخلية الأولى معها وما أحدثته من خسائر وإحصائيات" لها أول ليس لها اّخر" !! .
لتأتي ضربة قد هزت داخلي أحدثته قبضة قلبي ! ليقول " هل أنت مجنون لتستمع إليه ؟ كل ما حصل كان بسببه, يعمل ويخطط ليريح نفسه وينسى بأنني قضيت هذه المدة تحت إرهاقٍ شديد وتلك المشاعر باتت تعاشر الجوف لم يتسنى لها الخروج منذُ رحيلها ! إذهب وحدثها ولا تبالي لأمره فقد ذقنا من المرِ ما يكفينا لألاف السنين, إذهب أرجوك فما لنا غير ذلك يداوينا ويحيينا "
وهذا ما كنت لأخشاه ! بادرت هي بالقدوم وكل خطوة تخطوها نحوي يرتفع قلبي علو النجم ويسقط كطفل يقذف للأعلى ليضحك ولا يعلم معنى السقوط, وعيوني باتت تتزاحم وتبحث عن مكانٍ للهروب وأما أقدامي لم أرها ترقص أو " تدبك " في حياتي كما ارآها الآن, أقنعنت نفسي بأن الفرار أصبح مستحيل وأن الخطوة القادمة أن أجهز ما أقول والعقل ما زال مشغول في عرض خطاباتي القديمة !.
تخبط عام كتخبط مديرية حكومية فاسدة قد زارها مديرها " بالخطأ ".
بدأت الفاكسات تعمل ورسائل موريس وكل تقنيات الإتصالات بين مقاطعة قلبي والشريف عقلي وعلى هذا قد صدر البيان التالي ! عودة عيوني إلى أماكنها ولساني قد " إنبطح " خلف أكياس الإسمنت الأبيض ولن أكذب الأسود أيضاً, وتوقف قلبي عن الضرب لننتظر النقطة الفاصلة. وخطوتها تحدو نحوي ببطءٍ شديد ...
مرحبا ! صوتها وشفاهها التي تتحرك .. فقدت الصوت وبتُّ أشاهد عيون وشفاهٍ تتحرك وبدأ التفكير في مدى صعوبة أن تفصل بين الجرح واسباب القدر, بين الإنتقام والمعاقبة لسبب في نفسك, بين الضعف والمغفرة, بين التصرف الحكيم والغبي .. شعور صعب ما أمر به الآن,ليقاطعني طفل يشدُ ردائها قائلاً : أمي أنا أعرف أين تباع الحلوى لا داعي لأن تسألي هذا الرجل .
غمرتني عاصفة إنتشلت كل شيءٍ كنت أفكر به وتَرَكَتْ بقايا إبتسامة قد ترامت على وجهي وأطلق لساني قائلاً : كم وددتُ أن أخدمكِ سيدتي وكما تري لم يتسنى لي أن أجد فتاة لأتزوج بها وأنجِبُ أطفالاً لأذهب بهم الى محالِ الحلوى .. لأكمل " مازحاً بخبث " إدعِ لي أن أجد " بنت الحلال " وضحكت تلك الضحكة الممتزجة بكل شيء يجول بي من ألم هههههه ..
وأدرت ظهري لها وذهبتُ حابساً كل شيء داخلي ..
لا لم أشعر بالإنتصار ولا حتى بحلاوة الإنتقام إنما هي بداية حرب داخلية ثانية !!.
@Husam Aljundi
@Husam Aljundi
اضافة تعليق